الميدان الرياضي : إلـى الشبـاب.. بمناسبـة ودون مناسبـة
التاريخ : 2017-08-15

إلـى الشبـاب.. بمناسبـة ودون مناسبـة

فارس الحباشنة

الشباب بمناسبة أو دون مناسبة توجه اليهم النداءات للمشاركة في بناء الدولة، بينما على ارض الواقع تجد أن جميع اطراف اجهزة السلطة تشارك في تهميش وتحييد الشباب وطردهم من المشاركة، وتفصل قوانين غير مسبوقة لفرض عزلة ما بين الدولة والمجتمع، ولملاحقة الشباب واصطيادهم خوفا من خروج اصواتهم عن النغمة .


الشباب أكثر ما يجدون انفسهم وحيدين مقهورين لاغالب ولا مغلوب، ولربما حقيقة أن ارادة «المخاترة « هي الغالبة والساحقة، وأي حديث عن التغيير والتطوير والتجديد، هي مجرد افكار ملتبسة في عقول جيل مقهور وعلامات القهر لا تحتاج الى تفتيش او بحث عن معالمها الواضحة على سطوح الوجوه.


وكل أمراض السلطة تجدها مرزومة في الشباب : بطالة وعطالة وفقر وظلم وتهميش وتعسف وسلب لابسط الحقوق الانسانية والطبيعية في العيش الكريم.


ولأي شباب يمكن توجيه هذه الرسائل ؟ أولئك العاطلون عن العمل بانتظار فرج من السماء، وأولئك من ساقهم القدر الساحق الى الانحراف النفسي والفكري والتحقوا لجيوش الظلامية التكفيرية ومدمني المخدرات مثلا، او من يعودون الى بيوتهم يوميا بمرارة ومشاعر العجز والاحباط واليأس المليء لقلوبهم بعدما فشلت كل الاحلام التي لهثوا وركضوا وراءها لبناء قيم : العدل والحرية والمساواة.
ولا بد من قولها، أن أكثرما هو مرعب ومخيف عندما لا تحترم السلطة جمهورها، وعندما تبني فراغا رهيبا يدمر بسطوته الكرامة والعزة في نفوس المواطنين، أم طوابير الشباب الذين ينتظرون على بوابات السفارات الاجنبية وعلى بوابات المواقع الالكترونية للبحث عن فرص علم، وآخرين قذفوا بارواحهم بهجرات غير شرعية ليعبروا الى اوروبا، قارة الاحلام والحرية والامان.
لا أعرف كيف ينظرون الى الشباب ولا كيف يفكرون بقضايا الشباب؟ المسألة ليست خفض سن الترشح للانتخابات ولا توزير شباب من» الطبقة المخملية» المترفهة بنعيم السلطة، ولا اقامة مؤتمرات وندوات وورش عمل على «الفاضي والمليان».


ولربما أن الشباب هم أكثر المعنين بالسؤال عن المستقبل. ولا بد على أن يتحمل الجميع مسؤولية الاجابة، لنعترف حقيقة أننا في مواجهة ظروف غير عادية وعصيبة ومعقدة، ظروف ليست استثنائية على الاردن الذي يعيش دوما في عين الازمات والعواصف، ولكن السؤال اليوم يختلف جوهريا لحد بعيد، لأننا لا نتحوط بالتفكير بالمستقبل، وأكثر ما ينطبق على حالنا قول شاعر انجليزي «بالتصرف « : فالذي يمشي وينظر بين قدميه» مطأطىء الرأس» لا يخاف منه أحد.


ولا بد من الاعتراف أن ثمة عجزا في تجاوز ازمات ومحن اللحظة الراهنة، وأن هناك اطرافا في السلطة تتبنى خيارات في تدبير الشأن العام تضع السلطة ومؤسساتها في واد والشعب في واد مقابل، هي حقيقة لم يعد ممكنا السكوت عنها او وقف تصريفها في الاعلام، فماذا يمكن أن نفهم من اللغة المنزعجة والمتوترة التي تواجه بها مطالب الشباب العادلة بالعمل والعيش الكريم ؟

عدد المشاهدات : [ 13590 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .